قضى الشهيد محمود حسن المغربي المعروف بمحمود المدني أو محمود السحار في الغارة الإسرائيلية التي شنتها الطائرات الصهيونية على مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات في ضاحية حمام الشط بتونس يوم 01 تشرين أول 1985، وسميت بعملية "الساق الخشبية". والتي لم تحترم فيها إسرائيل أي من المواثيق الدولية، حيث اخترقت الأجواء التونسية في وضح النهار لتعلن للعالم أنها لا تحترم سيادة أي دولة عربية، حتى لو لم تكن في صراع مباشر معها أو لم تكن من دول "الجوار" أو "الطوق". فقد أسفرت هذه الغارة الوحشية عن مذبحة حقيقية سقط خلالها نحو 60 شهيدا بين فلسطيني وتونسي، إلى جانب أكثر من 100 جريح، وتم تدمير مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات. ترقد اليوم جثامين شهداء هذه الغارة من "فلسطينيين وتونسيين" في مقبرة خاصة بهم في نفس المدينة. سالت فيها دماء الشعبين وامتزجت إلى الأبد لتسجل مدى همجية وعنف العدو ووجه الفاشي الذي ما لبث يعبر عنه كل مرة دون خجل أو خوف، شهداء فلسطين يرقدون بسلام تحرس قبورهم تله صغيرة، وغير بعيد عنهم يهدر البحر حاملا إليهم نسمات الوطن البعيد القريب، ترعاهم عيون أهالي المنطقة الذين عايش الكثير منهم بعض هؤلاء الشهداء. إن شهداء الوطن يستحقون منا أن نترحم علي أرواحهم الأبية في يوم استشهادهم، و هو أقل ما يمكن أن نقدمه لهم. أللهم إرحمهم، اللهم إغفر لهم، اللهم إجعلهم من أهل الجنة.