بسم الله الرحمن الرحيم

قرية عين كارم

أعرفكم بنفسي.. أنا قرية عين كارم الجميلة ذات الطبيعة الخلابة، والمياه الجارية والجبال العالية، أقع إلى الجنوب من مدينة القدس، ويقال إن النبي يحيى (عليه السلام) وُلد على أرضي، وأنا كُبرى قرى القدس مساحة وسكاناً، وسُمِّيتُ بهذا الاسم نسبة إلى عين الماء العذبة التي تتدفق من جبالي، وتسقي أبنائي وبساتيني.

أشتهر بتربتي الخصبة، وغاباتي الحرجية وأشجاري المثمرة المختلفة في كافة مواقعي مثل (أشجار الزيتون والكرمة والتفاحيات واللوزيات) كما أملك مساحات كبيرة من أشجار السرو والصنوبر الممتدة على مرتفعاتي المشهورة مثل (جبل العقود، ومسكري، ورأس التوتة، ورأس المدورة)، التي تبلغ ارتفاعاتها ست مئة متر فوق سطح البحر. 

وعندي العديد من ينابيع المياه العذبة أهمها عين البلد، ونبع عين رواس، ونبع بعيقشة، وعين الحنو، وعين الشقاق الغربي وعين الخندق والخارجة.

أتمتع بطقس بارد شتاءً، وحار صيفاً، ولطيف ربيعاً وخريفاً، وجود الغطاء الخضري الذي يكسو أرضي وجبالي، وارتفاعي عن سطح البحر، جعلاني متنزهاً جميلاً يرتادني (أي يأتيني) الزوار من كافة مناطق أمي فلسطين.

يعمل أبنائي في الزراعة كمصدر رئيس للدخل، وبعضهم امتهن أعمال البناء والحرفيات.

عندي أربع مدارس: اثنتان حكوميتان، واثنتان خاصتان، وبعد احتلالي من قبل اليهود الغاصبين عام 1948 وإثر مذبحة  شقيقتي قرية دير ياسين المجاورة، أُجبر أبنائي على الرحيل عني، والاستقرار في الضفة الشرقية لنهر الأردن، وبعضهم استقر في مدينة الزرقاء الأردنية وفي السعودية ودول الخليج، وبعضهم هاجر إلى الأمريكتين.

يمتاز أبنائي بالشجاعة والإقدام، وقدموا الشهيد تلو الشهيد منذ بدايات المقاومة ضد المتآمرين على أمي فلسطين، بدءاً بالاحتلال الإنجليزي عام 1917 الذي مهد لبريطانيا تنفيذ مخططها في زرع اليهود في أرضنا ثم اغتصابها بالكامل فيما بعد..

وخلال كل المعارك التي خاضها أبنائي داخلياً وخارجياً، لم يتأخروا، ولم يقصروا أبداً، وقدموا الغالي والنفيس، وأوقعوا بالعدو الصهيوني خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

وفي عام 1955م ضمني العدو إلى بلدية القدس الغربية وأصبحت ضاحية من ضواحيها، والآن يحاول العدو الصهيوني تغيير معالمي الجغرافية وطمس هويتي العربية الإسلامية، وتخصيص جزء من أراضيّ لإقامة حي للسفارات الأجنبية المعتمدة لديها، لكن شعبي الأبي مثلهم كمثل إخوانهم الأبطال في كل مدن وقرى فلسطين الحبيبة يقفون لهم بالمرصاد، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.

 

كروم زيتون في بلدة عين كارم

 

يمكن ملاحظة مستشفى هداسا في خلفية الصورة
مستشفى هداسا بناه اليهود لدى احتلالهم لفلسطين

 

الشارع الرئيسي في عين كارم

 

 

هداسا مستشفى يهودي تأسس على أرض بلدة عين كارم الفلسطينية قبل قيام إسرائيل

لندن: علي الصالح
يعتبر مستشفى هداسا عين كارم، حيث يرقد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في غيبوبة تامة، من اشهر المراكز الطبية في منطقة الشرق الأوسط، وافتتح المستشفى عام 1939 أي قبل قيام اسرائيل في عام 1948.

وفي عام 1961 افتتح المركز الجامعي الطبي هداسا على جبل سكوبوس في القدس، ويشتمل حالياً على أكثر من 22 مبنى، بما في ذلك منشآت فريدة من نوعها للبحث، إضافة إلى كليات الطب والتمريض وطب الأسنان وصحة الجمهور.

ويوجد في هداسا 850 طبيبا و1940 ممرضة و1020 مسعفا، وأفراد الطواقم والمساندة في مركزين طبيين، يوجد فيهما 1000 سرير، 31 غرفة عمليات، 9 وحدات خاصة للعناية الفائقة، كما يوجد أكثر من 3000 شخص من أصحاب المهن المحترفين، الذين يعملون بصورة مندمجة مع مختلف الأقسام.

خلال عام 2000 قدم هداسا خدمات طبية لحوالي مليون شخص. ويسعى المركز الى تقديم العناية اليومية والمعالجة اليومية من اجل تقليص النفقات وتخفيض مخاطر التلويث.

ويخدم هذا المركز، الذي يوجد فيه بشقيه في عين كارك وجبل سكوبوس، حوالي الف سرير، الأحياء اليهودية والعربية المكتظة في القدس بشقيها الشرقي والغربي. ويوجد فيه أكثر من 30 قسما وعيادة. كما يوجد في هذا المستشفى مركز التأهيل، ووحدة العناية الفائقة للمواليد الجدد، والمأوى.

ويوفر مستشفى هداسا، بواسطة أقسامه وعياداته التي يصل عددها الإجمالي إلى 130، خدمات التشخيص والعلاج الأكثر تقدما، إضافة إلى الاعتناء بالمتطلبات اليومية للموجودين فيه.

يطل المركز الطبي الجامعي على قرية عين كارم الفلسطينية التاريخية التي تحتضن المستشفى الاصل، مسقط رأس يوحنا المعمدان، وهو يقع على بعد 30 دقيقة من مطار تل ابيب وعلى بعد 15 دقيقة من وسط المدينة. ويمتد فعلا على جميع أنحاء مدينة القدس، ابتداء بموقعه المريح على قمة جبل سكوبوس، وحتى المستشفى الشقيق في عين كارم.

وتقع عين كارم التي ضمتها اسرائيل الى حدود بلدية القدس الغربية عام 1955، إلى الجنوب الغربي من مدينة القدس الغربية، وتفصل وسط البلدة عن باب الخليل مسافة ستة كيلومترات. وتعتبر عين كارم، كبرى قرى بيت المقدس، إذ تبلغ مساحتها والأراضي التابعة لها حوالي 30 كيلومترا مربعاً.

وسميت بهذا الاسم نسبة إلى عين الماء العذبة، التي تتدفق من جبالها، وكانت تسقي سكانها وبساتينها.

تشتهر أراضي عين كارم بتربتها الخصبة، ووجود الغابات الحرجية والأشجار المثمرة المختلفة في كافة مواقعها مثل (أشجار الزيتون والكرمة والتفاحيات واللوزيات)، مع وجود مساحات كبيرة من (أشجار السرو والصنوبر) الممتدة على مرتفعاتها المشهورة مثل (جبل العقود، ومسكري، ورأس التوته، ورأس المدورة)، التي يبلغ معدل ارتفاعاتها حوالي الستمائة متر عن سطح البحر. كما اشتهرت عين كارم بوجود العديد من ينابيع المياه العذبة، وأهمها عين البلد التي تقع تحت مبنى الجامع والتي سميت البلدة باسمها. وهناك (نبع عين رواس، ونبع بعيقشة، وعين الحنو، وعين الشقاق الغربي وعين الخندق والخارجة). تتمتع عين كارم بطقس بارد شتاء، ويصل سقوط الأمطار فيها إلى حوالي 700 ملم سنويا. تعود أصول سكان هذه القرية إلى المرابطين، الذين تولوا حراسة التخوم الغربية لمدينة القدس عبر عصور التاريخ المختلفة. ويشكل أهلها أحفاد هؤلاء المرابطين حيث يتألفون من «خمس عشائر» من المسلمين هم: زغب، والحارث، وضرار، وعلي، وأبناء الشيخ، وعشيرة الجعنينة المسيحية.

وكان تعدادهم عام 1900 ما يقارب الألف نسمة، وبلغوا في سنة احتلال اليهود للقرية عام 1948 حوالي 4025 نسمة وكان الجزء الأعظم من السكان، يمتهنون الزراعة كمصدر رئيس للدخل. والبعض امتهن أعمال البناء وبدأت المهن الحرفية في العشرينات والثلاثينات من هذا القرن. ومع انتشار التعليم بصورة واسعة في فلسطين، حيث وصل البعض إلى الشهادات الجامعية في تلك الحقبة، كان في القرية أربع مدارس اثنتان حكوميتان، واثنتان خاصتان تابعتان للكنائس الموجودة في البلدة.

وانشأ ناد في القرية عام 1927 كان له نشاط رياضي وترفيهي كبير. وبعد احتلال البلدة إثر مذبحة قرية دير ياسين المجاورة، أُجبر أهل عين كارم على الرحيل عنها.  واستقر الجزء الأكبر منهم في الضفة الشرقية لنهر الأردن، بداية في مدينة السلط ثم عمان، التي يوجد معظمهم فيها الآن، ويقطنون أحياء جبال الهاشمي الشمالي والتاج، والجوفة، والاشرفية. وبعضهم استقر في الزرقاء.  أما عشيرة جعنينة، فاستقر أفرادها في مادبا. كما أن أعدادا لا بأس بها استقرت في السعودية ودول الخليج، بالإضافة إلى الذين هاجروا إلى الأميركتين.